((بلاغ)) هَذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ((بلاغ))

الاثنين، يونيو 25، 2012

مصرُ البنـّا



بسم الله الرحمن الرحيم
((وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ))
صدق الله العلي العظيم

ثمانون بقرة عجفاء تأكُل من أكتاف النّاس، وحقلٌ محترقٌ كانت تسكنه السنابل، تأتي النّار على كلّ سنبلة فيه..
أفتنا أيّها الصدّيق فيما ترى!
حكاية شيخ عرف الله، وثلّةٍ مؤمنة، وصوتٍ هادرٍ يعلو المنابر، مسجد فيه تُقام صلاة الفجر، وكلمة الله هي العُليا..
أفتنا أيّها الصدّيق فيما ترى!
ضباعٌ تشرب من دم "حسن"، والإمام تشيّعهُ النساء!! والرجال مطاردون، والثلّة المؤمنة محاصرة في شِعبِ أبي طالب لثمانين سنة..
أفتنا أيّها الصدّيق فيما ترى!
تُقاة القوم سُكّان السجون، يذوُون وتنبتُ خلف قضبان السجن سنابل، مليون سنبلة وأكثر، يُحْكِمون القيدَ على ألسنة الدُعاة وبلغت القلوب الحناجر، وصرخاتٌ تدوّي: متى نصر الله؟
أفتنا أيّها الصدّيق فيما ترى!
أغمض عينيه وأطبق شفتيه بحزن ثمّ هدرت على لسانه تلاوة: ((ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ..)) ((أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ))..

تلك السنين العجاف وهذا العام قد أتى،،،

قد صّدقتَ الرؤيا يا ابن مصر ((قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ . إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاء الْمُبِينُ)) ثمانون سنة ومشروع (الإسلام هو الحل) يُحاربه الفرعون، واليوم يُغاثُ النّاس، اليوم تبتسم السنابل، تُزهر ثغورُ المحزونين لثمانين سنة!!
آه كم كان الليل طويل، كم أتعب الحديد معصَمَيْ كاتبٍ يسير "في ظِلال القرآن"، كم أجهد العذاب جسد "زينب"!!
اليوم .. ما أجمل اليوم، خلاصة الصبر والثبات، قم أيّها المسجون لصلاة الفجر، قم عانق الملايين التي اختارت خيارك، قم بارك الملايين التي صافحت ثأرك، قم قبّل جباه الملايين الذين رفعوا جباههم بك، قم واتلوا: ((قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ..))

~ بلاغ الحسيني
25.6.2012

0 لمسات طيّبـة:

إرسال تعليق