((بلاغ)) هَذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ((بلاغ))

السبت، أغسطس 20، 2011

الأمّــــة ماذا تختـــار؟؟

كلمة أُلقيتها في الأمسية الرمضانية السنويّة التي تقيمها مديريّة التربية والتعليم في مدينتنا بحضور عدد من الشخصيات الدبلوماسيّة والإدارية والأكاديمية
15-شهر رمضان-1430 هـ


الأمّــــة ماذا تختـــار؟؟






بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي هدانا لحمده, وجعلنا من أهله, لنكون لإحسانه من الشاكرين, وليجزينا على ذلك جزاء المحسنين.
والحمد لله الذي حبانا بدينه, واختصّنا بملّته, وسبّلنا في سبل إحسانه, لنسلكها بمنّه إلى رضوانه, حمدا يتقبّلُه منّا, ويرضى به عنّا.
والحمد لله الذي جعل من تلك السبل شهره, شهر رمضان, شهر الصيام, وشهر الإسلام, وشهر الطهور, وشهر التمحيص, وشهر الفرقان...
اللّهم صلِّ على خير خلقك وخاتم رسلك، فخر الكائنات وسيّد الموجودات، حبيب قلوبنا وطبيب نفوسنا وشفيع ذنوبنا، المُسمّى في السماء أحمد، وفي الأرض أبي القاسم محمّد .... اللّهم وصلِّ على خِيرة خلقك من بعده، أئمة الهدى ومصابيح الدجى، آل المصطفى وسلّم تسليماً كثيراً..


في مثل هذه الربوع الإيمانية حيث للكلمة روح أخرى ومعنى آخر, لا بد أن نستبدل كثيرا من تلك الألقاب والكلمات التي تفقد بريقها بتلك التي تقترب من القلب وتطرق بابه بهدوء, لتكون التحيّة ؛ آبائي أخوتي وأخواتي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
أتى شهر رمضان وفي كل يوم وليلة منه لقاء, لقاء يجمعنا مع محطات إسلاميّة ملئ بالدروس, وحري بالفرد وبالتالي الأمّة أن تقرأ وتعي وتستلهم من تلك المحطات دافعا للقيام من سباتها العميق،،،

أمّتنا بالأمس وأمتنا اليوم ماذا هناك؟
شهر رمضان كيف يمضي؟ وفي زنازين من تعيش إرادة الشعوب المأسورة, وكل فرد من هذه الأمّة يعيش أجواء الخدر على مستوى الفكر والروح والممارسة في ليله ونهاره, عندما لا يتحسس الإنسان معاناة الإنسان وعندما لا يعيش المرء من صيامه سوى الجوع والعطش غير ملتفت لعطاء الشهر في بناء الضمير الإنساني وبناء الإرادة الصلبة التي تصنع الإنسان؛ الإنسان الذي إن خيّر بين علي وبين قطام!! اختار عليا...

في محطة زمانية هي من أعظم المحطات (شهر رمضان) وفي محطة مكانية هي من أطهر المحطات (بيت الله) وأمام جبل التوحيد الشامخ الذي يسجد بين يدي الرب الجليل, اختار ذلك الشخص قطام وقتل عليا، وهو صائم...

فمن قال أن الصوم عبادة؟!!
هل كلُّ الصوم عبادة؟؟!!! أليس كثير الصوم عادة!!
من قال أن نضع الرؤوس ونستريح على الوسادة
الصوم ليس عبادة إن لم يكن للناس مدرسة الإرادة


ــ إرادة ؟!! هل طرفة تلك أم سُبّة يا سادة؟

 
نسوا الإرادة !!
أمّة مهزومة حتى النخاع, يُغتال في محرابه ويغيب في أنواره شيب بألوان الدماء
يا هل ترى هل كان ابن ملجم صائما ؟؟
من ضامن أن لا يعود عَلِيُّها وتعود في محرابه موج الدماء على يديك

فكم من طاعن عليا في ظهره وكم من قاتل مشروع علي في يومنا, لأن كل ممارسة مبنيّة على رشوة ولأن كل خداع في تعامل ولأن كل تهاون في واجب ولأن كل حرام يرتكب تجاه الإنسان اليوم هو اختيار لقطام وغدر وطعن لعلي...
الصوم عبادة عظيمة عندما نعيش مع الشهر محطاته التربوية ونستفيد من لحظاته كلّها في بناء الإنسان, وبناء أمتنا, فتلك الدعوات على الشفاه الذابلة وتلك الوقفات المنحنية في محراب الصلاة, لابد أن تعطينا عزما لأن تكون ساحتُنا محراباً كلُّها وأن لا يكون انحنائنا إلا في ركوعنا وسجودنا ونحن نذوي بدماء الشهادة مرددين تلك الصيحة التي أطلقها معلمنا في محرابه : فزت ورب الكعبة.

فاز عليٌ

ويبقى أن نسأل،،،
هل سنختار عليا أم سنختار قطام؟؟

تقبّل الله صيامكم وقيامكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بلاغ الحسيني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* 19 من شهر رمضان : جرح أمير المؤمنين في محراب الصلاة

0 لمسات طيّبـة:

إرسال تعليق