((بلاغ)) هَذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ((بلاغ))

الأحد، مايو 15، 2011

من أنت؟


يسألني النّاس: هل اسمك ( بلاغ ) حقاً ؟!!
وكنت دائماً أقول: ماذا يهمّكم إن كان اسمي كذلك أم لا، لا تحاكموني من خلال اسمي، بل انظروا إليّ من خلال ما أكتب وأقول وأُنجز...

يجري أن أوقـّع كتاباتي باسم (بلاغ) غالباً، فكتب لي أحدهم: أفصح لنا من أنت؟
ولذلك أقول حتى إن كان بلاغ شخصاً يعيش بيننا، فهو قصّة دعوة عُمرها زهاء 1450 عاماً، وابن رسالة يحمل هويّتها أكثر من ربع سكان الأرض، هنالك حيث وقف المعلّم الكبير وهو يحيّي تلامذته تحيّة الوداع: "ألا هل بلّغت، اللهم فاشهد" إنّها الكلمات الأخيرة التي انطلقت من لسانه الصادق لتحمّلنا مسؤوليّة هذه الدعوة وهذه الرسالة وهذا البلاغ من بعده...

البلاغ الذي كلّف الرسول الأكرم الكثير الكثير: حتى اتهمه النّاس بالجنون وهو أعظم المخلوقات، حاربه أقرب المقرّبون إليه، نبذه النّاس وهو أكرم خلق الله، وحاصروه ولاحقوه في الشعاب، وطاردوه بالحجارة في الطائف، أساؤوا إليه ولم يراعوا فيه ذمّة أو ضمير، ثم طردوه وقاتلوه.. وأخيراً نصره الله، وظلّ هاجسه الوحيد أن يصلك البلاغ إليك من عمق الماضي وعمق المآسي إلى بيتك مرتاحاً حيث تقرأني الآن...

ولم يكتفِ هذا البلاغ بكل تضحيات الرسول الأعظم، بل جاءك محمولاً على تضحيات كوكبة من أعاظم خلق الله، آل رسول الله، ولم تكن دماء الحسين (عليه السلام) ختام قافلة التضحيات بل كانت البداية..

فبالله عليك! قـُل لي ألا يستحقُّ هذا البلاغ أن نحتضنه، ونحرسه، ونحميه، ونخاف عليه، ونلتزمه في كل تفاصيل حياتنا؟!!
وأخيراً إن كنتَ تسأل ( من أنت؟) فهذا أنا، أنا كلُّ هذا التأريخ، أحمل في قلبي خلاصة تضحياتٍ جِسام، وأحمل أمانةَ دماء زكيّة سالت من أجلنا جميعاً، أمّا "أنا" الشخص، والذات المحدودة، فهذا أمر لا قيمة له أن تعرفه، لأنّني لم أكتب يوماً للإسلام ليُشار إليّ بالبنان، أو ليثني النّاس عليّ ــ فما قيمة النّاس!! ــ

أنا أكتب لرسالتي التي أعشقها، وأعيش لها، وأنزف من أجلها..

بعد هذا هل عرفت من أنا؟!! ... إذن قـُل لي من أنت؟

4 لمسات طيّبـة:

دعاء غنايم يقول...

الســـلآم عليكم
بارك الله فيكم على حسن كلامكم هذا
نفع الله بكم وجعلكم على قدر حمل هذه الأمانة
...
مروري الأوّل من هُنا
حازت المدوّنة على إعجابي
وفقكم الله للخير كلّه..ونفع بكم :)
كونوا بخير

بـلاغ الحسـيني يقول...

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله بوجودكم أختاه الفاضلة
وجعلكم الله من خِيرة إمائه الداعيات إلى سبيله..
~~~
مروركم أسعدني حقاً
أرجو أن لا يكون يتيماً
وأتمنى لكم إقامة ممتعة ومفيدة
بالمناسبة "أنا" من المتابعين لمدوّنتكم المقدسيّة الرائعة (همس القدس) من خلال صفحتها على الـ (facebook)
وللأسف أجد مشكلة في دخول المدوّنة الرئيسيّة على الشبكة >_<

في النهاية؛ وفـّقكم الله وسدّد مقاصدكم..
دمتم للإسلام..

غير معرف يقول...

نعم لقد عرفتكم الآن .. وردا على سؤلكم " قـُل لي من أنت؟"
أنا الذي يتابعكم .. ويهتم بأحاديثكم ..
أنا ذلك الشخص الذي سيعرف طريق الهداية من خلالكم بإذن الله تعالى ..
دمتم لنا وللإسلام أخي بلاغ ..

بـلاغ الحسـيني يقول...

بل أنتَ كلُّ ذلك التواضع الذي فاض هنا فأنتج تلك الكلمات..
أعتقد بأنّي سأستفيد كثيراً من ظلال وجودك هنا أيّها الأخ العزيز..
ومهما تكون فأنت أخي في الطريق وأنت إحدى تجلّيات ذلك البلاغ الذي يعيش فينا جميعاً...

إرسال تعليق