((بلاغ)) هَذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ((بلاغ))

الثلاثاء، مارس 29، 2011

مَشـَـاهِـد



(المشهد الأول)

بينما كان يمشي بهدوء وهو ينشد بعضاً من أناشيد الطفولة, استثارت مسامعه كلمات بالكاد تـُسمع وسط صخب القهقهات العالية, من دون تردد غيّر ذلك الفتى مساره, كان في عينيه ألق القوة والسعادة واليقين, لم يأبه لكل من حوله وهو يستعدّ للصلاة, توضأ وسط نظرات ريبة فقابلها بابتسامة طيبة معهودة, ثم توجه والنشاط يتدفق في عروقه وكأنه غادٍ للقاء حبيبة, لا!! لم يكن ينظر إلى الطريق حتى!! كانت روحه تحلّق في فضاء آخر,,,
لقد كان مملوءاً عشقاً فلم يشعر بأي شيء خارج تلك الغاية...


(المشهد الثاني)

كانت تتكلم عن الإرادة, وكانت في ذاتها عنوان إرادة وشموخ, في حديثها معزوفة مبادئ لم تتخلى عن تطبيق واحدة, حركاتها، سكناتها، كلماتها، صمتها، لفتاتها، وحتى أنفاسها كانت مليئة بالثقة , أنظار من حولها لم تحجزها عن التعبير عن عشقها للآيات, كانت ترتدي على روحها حجابا معنويا رصينا وحجابها الإسلامي المحكم يضيف لموقفها منعة, لا لم تكن ترى الطريق فعيناها كانت تحكي صورا أخرى كانت تستذكر صورة لعفة مريم, وصورة لإرادة آسيا, وأخرى لطيبة خديجة, وصورة لكمال فاطمة, وثبات زينب,,,
لقد كانت مملوءة عشقا فلم تشعر بأي شيء خارج تلك الغاية...


(عدة مشاهد!! )

في الطرف الآخر كان ينظر إلى ذلك المثال الجميل في الالتزام والتديّن نظرة عاجزة, كان متحيّرا كيف يجاري تلك الإرادة وكيف يُرْغِم تلك الصور المشرقة على الانكسار, كان يُظهر السخرية والاستهزاء من تلك الأمثلة, وكان يدفن عقدة نقصه وراء تلك العبارات الساخرة, كانت نيران الشعور بالمهانة تلتهب في صدره, فكان يظن أنّه يخفّف عنها بالنيل منهم والاستهزاء بعملهم,ضاحكاً, غامزاً, أو فاكِهاً لم يكن يستطع أن يوازن تلك الدفّة بكل تلك السبُل, ربما أراد أن يقنع نفسه ببعض الجمل والأمثلة السيئة من هنا وهنالك, ولكنّه كان يعرف تماما أنّه يخادع نفسه, ويتناول الجمل المخدّرة التي تجعل منه إنسانا بلا إرادة, كل تلك المهانة ودفن الذات في الأعذار الواهية يفضّلها على صحوة حقيقية وتمرد على واقع رذيل،،،
لقد كان مملوءاً ضعفاً فلم يشعر بأي شيء خارج ذاك الزيف !!!

2 لمسات طيّبـة:

غير معرف يقول...

من المشهد الثاني أخي المسلم ..
ثبتنا الله على عفة مريم وإرادة آسيا ، وطيبة خديجة ، وكمال فاطمة ، وثبات زينب بحق محمد وآل محمد ..

غير معرف يقول...

"كان يُظهر السخرية والاستهزاء من تلك الأمثلة, وكان يدفن عقدة نقصه وراء تلك العبارات الساخرة"...
وحين تعجز سخريته المقيتة عن نيل مطامحه الدنيئة، فإنه قد يلجأ إلى أي وسيلة تحقق له تلك الغاية، وأخطر ما قد يلجأ إليه هو النفــــاق...... فأحذروا!!

إرسال تعليق