((بلاغ)) هَذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ((بلاغ))

الأربعاء، نوفمبر 24، 2010

على ضفاف الغديـر


المكان: منطقة (رابغ) من (الجحفة) قرب غدير (خم) على مفترق السبل العائدة بالحجيج إلى مواطنهم؛المدينة, العراق, مصر, والشام.
الزمان: ظهر اليوم الثامن عشر من ذي الحجة, في السنة العاشرة من الهجرة.
كان المشهد،،،
يوم قائظ يضطر المرء فيه أن يلف رأسه وقدميه من شدة حر الرمضاء, عناء السفر والترحال قد أنهك الرجال الأشداء.
ونادى منادٍ: يا معشر الحجيج اجتمعوا إلى محشر الولاء, ليرجع من تقدم وليُحْبَس لمن تأخر عن قافلة الرسول الأعظم. مكان لم يكن منزلا لأحد قبله, ولم يكن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لينزل فيه لولا الخطاب العظيم..
( يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ  وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ ).

جُمعت الرحال وصُنع منها منبر لرسول الله (صلّى الله عليه وآله), كان موقفا عظيما يشهده المسلمون, وكان حسيس البعض: ماذا يا ترى قد حصل؟ وكانت نجوى آخرين: إنه حدث عظيم.
اعتلى رسول الإسلام تلك الهضبة بعد أن صلّى بالمسلمين, فحمد الله وأثنى عليه، ثم جاء النداء المرتقب فاشْخِصت الأبصار، وأُعِيرت الأسماع، فكانت الكلمة الفصل بصوت النبي :
.. إن الله مولاي وأنا ولي كل مؤمن ومؤمنة ..

فتعالت الهتافات: لبيك يا رسول الله,, لبيك يا رسول الله..

فأخذ بيد علي ابن أبي طالب (عليه السلام) وقال:
.. من كنت مولاه فهذا علي مولاه, اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه, وانصر من نصره واخذل  من خذله ..
إنـّـه نداء محمد .. إنّـه الحدث العظيم الذي استدعى أن يقف الرسول (صلّى الله عليه وآله) في تلك البقعة ليبلّغ، وكانت تلكم العبارات فصل الخطاب..
لم يكن النداء غريبا عن المنادى فيه, إنّه علي؛ إنسان الإسلام, ربيب نبي الإسلام, خريّج مدرسته..
فانهالت الجموع معاهدة نبيّها موالية لمن أشار إليه بالولاية -بأمر السماء-
يناديهم يوم الغدير نبيُّهمْ ** بخمٍّ وأسمعْ بالرسول مناديا
وقال فمن موالكم ووليّكم ** فقالوا ولم يُبدو هناك التعاميا
إلهُك مولانا وأنت وليُّنا ** ولن تجدنْ منّا لك اليومَ عاصيا
فقال له قم يا عليُّ فإنني ** رضيتُك من بعدي إماماً وهاديا
فمن كنتُ مولاه فهذا وليُّه ** فكونوا له أنصار صدق مواليا
هناك دعا اللّهمّ والِ وليَّه ** وكن للذي عادى عليّاً معاديا
 في تلك الخيمة التي نصبها رسول الله (صلّى الله عليه وآله) صافحت الأكف يد علي بعهد الولاء..
لكنها لم تفهم حقيقة أنّ الولاء؛ ارتباط والتزام ووفاء...
ومن قلب السنين لبّى قلبنا نداء الرسول (صلّى الله عليه وآله) وامتدت يَدُنا لكف علي (ع) : يا ولي الله لك منّا العهد والوفاء.."

0 لمسات طيّبـة:

إرسال تعليق